علاج الصلب المشقوق | وأهم اسبابه؟

يصاب طفل من كل 1000 طفل حديث ولادة بالصلب المشقوق، وهي حالة مرضية تحدث جرّاء خلل في فترة تكوينه بالرحم قد ينجم عنها معاناة مضاعفات عصبية خطيرة تتطلب رعاية صحية مكثفة ودائمة.

يمكن علاج الصلب المشقوق جراحيًا عقب الولادة مباشرةً؛ كي لا يصاب الطفل بمضاعفات أخرى خطيرة تؤثر في صحته طيلة حياته، فتابع القراءة للنهاية لمعرفة طرق العلاج وأسباب الصلب المشقوق تفصيلًا.

اقرأ أيضًا : طرق علاج اعوجاج القدم للخارج عند الأطفال

هل الصلب المشقوق وراثي؟ وما أسبابه؟

  • يُصاب الجنين بالصلب المشقوق حينما يتكوّن العمود الفقري والحبل الشوكي بصورة مشوّهة؛ ويرجع ذلك إلى خلل في أثناء تكوين “الأنبوب العصبي” (أنبوب يتكوّن عقب الإخصاب بثمان وعشرين يومًا، ويتحوّل لاحقًا إلى دماغ الجنين والحبل الشوكي وما يحيطه من أنسجة والعمود الفقري).
  • قد يصاب الجنين بالصلب المشقوق دون أن يدري أحد ويُكتشف عن طريق المصادفة بعد ذلك عند الخضوع لفحوصات تشخيصية -مثل الأشعة السينية-، وأحيانًا أخرى قد تؤدي إلى تكوّن فتحة واضحة وظاهرية بالعمود الفقري يبرز منها جزءًا من الأعصاب والحبل الشوكي.
  • ورُغم أن سبب الخلل الحادث خلال فترة تكوّن الأنبوب العصبي غير معروف إلى الآن، لكن يُعتقد أنه يرجع إلى أسباب وراثية؛ إذ يشيع حدوثه في الأطفال الذين لديهم اضطرابات في عدة جينات وراثية وخاصةً تلك المسؤولة عن امتصاص حمض الفوليك.

اقرأ أيضًا : طرق علاج اعوجاج القدم للخارج عند الأطفال

ما العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالصلب المشقوق؟

وُجد أن هناك عدة عوامل بيئية وغذائية تزيد من خطر إصابة الطفل بالصلب المشقوق، منها:

  • النقص الشديد في حمض الفوليك لدى الأم، لذا يجب تناول السيدة الحامل حمض الفوليك (فيتامين ب 9) على هيئة مكملات غذائية قبل التخطيط للحمل بشهر، وخلال الأشهر الثلاث الأولى؛ إذ يُسهم في تكوّين الأنبوب العصبي للجنين خلال فترة الحمل.
  • إنجاب طفل مصاب بخلل في الأنبوب العصبي يزيد من احتمالية ولادة طفل آخر بهذه المشكلة.
  • إصابة أحد الوالدين بعيب في الأنبوب العصبي ومعاناته أحد الأمراض الناتجة عن الإصابة  يزيد فرص ولادته لطفل مصاب بالصلب المشقوق.
  • تناول بعض الأدوية في أثناء الحمل، مثل الأدوية المضادة لنوبات الصرع، لأنها قد تتعارض مع استهلاك الجسم لحمض الفوليك.
  • إصابة الأم بالسكري وإهمال ضبط مستواه في الدم.
  • معاناة الأم السمنة.
  • ارتفاع درجة حرارة الأم خلال الأسابيع الأولى من الحمل؛ جرّاء إصابتها بحمى أو وجودها في حمامات ساخنة -الساونا-.

ما حالات الصلب المشقوق التي تحتاج إلى تدخل طبي؟

تختلف أنواع الصلب المشقوق، وتحتاج الحالات المتطورة والخطرة منه التدخل الجراحي الفوري؛ لمنع تدهور حالة الرضيع، ونوضح لكم ذلك فيما يلي:

  • الصلب المشقوق الخفي

يُعدّ النوع الأكثر شيوعًا بين الأطفال، وعادةً لا يُسبب أي أعراض واضحة على الطفل، لذا يُكتشف صدفةً عند الخضوع لإحدى الفحوصات التصويرية.

  • الصلب المشقوق السحائي

نادرًا ما يُصيب الصلب المشقوق السحائي الأطفال، ويحدث نتيجة اندفاع السائل النخاعي عبر فقرات العمود الفقري المنفصلة عن بعضها.

  • الصلب المشقوق النخاعي الشوكي

الصلب المشقوق النخاعي الشوكي أكثر الأنواع خطورة ويحتاج إلى علاج جراحي فورًا؛ إذ يخرج عبر إحدى فتحات العمود الفقري جزءًا من الأعصاب والحبل الشوكي ويظل مكشوفًا طوال الوقت، الأمر الذي يُعرضه للتلف.

ما العمر المناسب لعلاج الصلب المشقوق لدى الرضع؟

تعرف إصابة الرضع بالصلب المشقوق منذ كونهم أجنة في الرحم، إذ يظهر ذلك خلال الفحوصات الروتينية، بما في ذلك التصوير بالموجات فوق الصوتية والرنين المغناطيسي ومتابعات الحمل -خاصةً في الثلث الثاني منه-، ويظهر على هيئة فقرات مفتوحة بالعمود الفقري أو كبر حجم الرأس -استسقاء الدماغ- لذا يُجهز لجراحة علاج الصلب المشقوق عقب ولادة الرضيع، في خلال 48- 72 ساعة من ولادته.

ما خطوات علاج الصلب المشقوق ومضاعفاته؟

من المهم إخضاع الرضيع لعملية الصلب المشقوق لإغلاق  فتحة العمود الفقري التي تندفع منها الأعصاب في أقرب وقت حتى لا يصاب الطفل بالتهابات خطيرة، وتحتاج الجراحة إلى تلقي الرضيع تخديرًا كليًا، وحجزه في العناية المركزة لحديثي الولادة بعدها، ويجري الطبيب خلال الجراحة ما يلي:

  • إعادة الحبل الشوكي والأنسجة والأعصاب إلى موضعها الطبيعي.
  • إغلاق الفتحة الموجودة في العمود الفقري.

قد يؤدي خلل تكوّن الأنبوب العصبي واندفاع الأعصاب والأغشية السحائية من فتحة من العمود الفقري وظهور شكل الصلب المشقوق على هيئة كيس بارز في الظهر إلى مضاعفات جرّاء تلف أعصاب الجنين خلال فترة الحمل، منها مشكلات في المثانة والتبرز وقصور في الحركة.

من المؤسف عدم إمكانية علاج مُضاعفات بروز الأعصاب من العمود الفقري، وقد يتطلب الأمر التعايش معها عبر الخضوع لجلسات علاج طبيعي والاعتماد على أجهزة مساعدة للمشي والحركة، وتناول بعض الأدوية التي تُساعد على التبول والتبرز بانتظام.

كم تبلغ نسبة نجاح عملية الصلب المشقوق؟

تختلف نسبة نجاح عملية الصلب المشقوق من طفل لآخر اعتمادًا على بعض العوامل، منها:

  • نوع الصلب المشقوق الذي يُعانيه الطفل، فكلما كان النوع أكثر خطورة وتعقيدًا أثر ذلك في نسبة نجاح العملية.
  • التشخيص، إذ يُسهم اكتشاف الصُلب المشقوق وعلاجه مبكرًا في رفع نسبة نجاح العملية وتفادي مُضاعفاته على المدى الطويل.
  • مهارة الجراح وخبرته من العوامل الرئيسية التي تلعب دورًا هامًا في نجاح هذا النوع من الجراحات.
  • مدى الالتزام بتعليمات الطبيب، إذ ينبغي للوالدين بعد خضوع طفلهم للجراحة توفير رعاية شاملة له والالتزام بتعليمات الطبيب فيما يخص فترة تعافيه من العملية؛ لضمان نجاحها دون التعرّض لأي مخاطر صحية.

ما وسائل علاج استسقاء الرأس الناجم عن الصلب المشقوق؟

  • إن أدى الصلب المشقوقة إلى زيادة سوائل الدماغ، فغالبًا سيعاني الرضيع بعد ذلك مشكلات في الانتباه والتعلم، ولكي يصرف الطبيب السوائل الزائدة، سيزرع أنبوبًا رفيعًا بصورة دائمة لتصريف هذه السوائل من الدماغ إلى البطن.
  • وقد يحتاج الطفل إلى جراحة أخرى إن أصيبت تحويلة تصريف سوائل الدماغ المزروعة بانسداد، أو لم تعد تناسب حجم الطفل مع التقدم في العمر ويحتاج واحدة أخرى أكبر.
  • وأخيرًا، فإن علاج الصلب المشقوق يتطلب مهارة طبية عالية ورعاية شاملة ومركزة للرضيع، لذا تحرّي البحث عن جرّاح أعصاب ماهر لديه خبرة واسعة في إجراء مثل هذه الجراحات؛ لتفادي مُضاعفاتها الخطيرة التي تُهدد صحة طفلك في المستقبل.

تستطيعن الاعتماد على الدكتور محمد الحسيني -جرّاح المخ والأعصاب والعمود الفقري- بحجز موعدك عن طريق الوسائل الموضحة بالموقع الإلكتروني.

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *





    "